زواج سعوديين من لاجئات سوريات.. نخوة وستر أم متعة مؤقتة؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] كشف تقرير لإذاعة صوت هولندا عن انتشار ظاهرة الزواج من لاجئات سوريات
قاصرات نزحن بسبب الاضطرابات التي تجتاح سوريا، بحجة أن أهلهن يردن الستر،
وأشار تقرير آخر إلى تزايد عدد طلبات الزواج التي تقدم بها سعوديون للسفارة
السعودية في الأردن للموافقة على الزواج من سويات نازحات إلى الأردن.
وأعرب دومينيك هايدي الممثل المحلي لصندوق الأمم المتحدة للطفولة
"اليونيسيف" عن قلقه بشأن تزويج القاصرات السوريات في الأردن، فيما أثارت
هذه التصريحات بعض الكُتاب والمثقفين السعوديين، واعتبر بعضهم هذه الزيجات
قضاء لشهوة بعض الرجال الذين يبحثون عن متعة مؤقتة بسعر زهيد، فيما استنكر
آخر هذه التصريحات التي تصف الرجل السعودي بأنه يلهث وراء شهواته، وانطلقت
الحملات التي تندد بهذا الزواج عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان "لا
لبيع الحرائر وتزويجهن رغماً عنهن".
[color:0866=#f00]" تعرض الموضوع للنقاش، للتعرف على الآراء حول زواج السعوديين من نازحات سوريا.
[color:0866=#00f]ستر للمرأة
أبدى فيصل الغامدي حماسه للفكرة قائلاً: طالما أنه زواج حلال فما المانع؟
إن هؤلاء الفتيات في محنة، ولا شك أن الزواج يستر المرأة ويحافظ على
كرامتها، أما بالنسبة للمهر البسيط فهو لصالح الشاب، بحيث يستر فتاة ويشبع
رغبته مقابل مبلغ زهيد.
فيما اعتبر الدكتور عبد الله الزهراني هذا الزواج "نخاسة" العصر الحديث،
فالرجل يلهث لإشباع رغباته، ويتزوج بشكل مؤقت، وربما لا يهيئ حياة كريمة
للفتاة، والمشكلة العظمي إذا أسفر هذا الزواج عن أبناء يعانون من هجران
الأب ويشردون في المدن.
وبسخرية تحدثت مريم عبد الله قائلة: بعض الرجال يبتكرون أنواعاً جديدة من
الزواج، فهم ابتكروا المسيار والمسفار والنهار، وبالتأكيد سيبتكرون في هذه
المحنة زواج "الربيع العربي"، معتبرة هذا الزواج نزوة مؤقتة ستنتهي متعتها
بعد فترة وجيزة، كمثل الزواجات الأخرى.
أما المعلمة تهاني عبد الحميد فأعربت عن خوفها وقلقها من أن يصير هذا
الزواج صورة جديدة من صور زواج المتعة الذي انتشر في الآونة بشكل كبير،
وقالت: أخشى ما أخشاه أن تصبح رغبة الرجل السعودي للزواج من السورية مبنية
فقط على جمالها، وليس بنية الستر، مشيرة إلى ضرورة تقنين طلبات الزواج
المقدمة والتأكد من مصداقية المتقدم.
[color:0866=#00f]نزوات رجال
وأبدت الكاتبة سوزان المشهدي مخاوفها من هذه الزيجات، متسائلة: لماذا
الزواج من قاصرات وليس مطلقات أو كبيرات في السن؟ مرجعة ذلك لنزوة من يجد
متعته في الزواج بالقاصرات، ويبتعد عن الجانب الإنساني الذي يزعم أنه تزوج
من أجله، ورأت أن مساندة السوريين في محنتهم لن تكون بالزواج فقط، بل هناك
وسائل أخرى إنسانية، كالمساعدة المادية، أو استضافة الأسرة على كفالته في
المملكة.
وقالت المشهدي: إن ثقافة المجتمع تشجع الرجل على التعدد، وطالما أن هناك
دعماً دينياً يرتدي عباءة المجتمع، فمن المتوقع زيادة الإقبال على هذه
الزيجات، معربة عن أسفها لاستغلال البعض ما أباحه الشرع لأهواء شخصية،
ورفضت أن تكون الزيجة الجديدة سبباً في انهيار أسرة الرجل أو تشتيت
الأبناء، بذريعة "من ستر مسلماً".
ورأت أن هذه الزيجات تمثل خطراً على المرأة السعودية، لافتة إلى أن هذه
الزيجة بسيطة في شروطها، بيد أنها باطنها العذاب، وحذرت الرجل من الاندفاع
وراء نزواته، قائلة: إن المرأة السورية لديها الوعي الكامل بحقوقها، وتعلم
جيداً كيف تحافظ عليه، فإذا تخلى عنها الزوج فيما بعد ربما تثير المشكلات،
وتلجأ إلى القضاء، وتساءلت بسخرية: هل الرجل المغوار ينقذ الجميلات "ذوات
البشرة البيضاء" فقط، ويترك الأخريات تفترسهن الذئاب؟
[color:0866=#00f]زواج حلال
فيما استنكر بشدة الباحث في الشئون الإسلامية خالد الرميحي الموضوع برمته،
وقال: نحن نضخم الأشياء حتى تأخذ أكثر من حجمها، ما ينتج عنه إساءة بالغة
للسعوديين وتصويرهم بأنهم يقفون على الحدود لهثاً وراء شهواتهم ليس إلا.
وأشار إلى أنه إذا حدث زواج مكتمل الشروط فهو حلال، طالما توافرت فيه شروط
التراضي بين الطرفين والمهر ووجود الولي، موضحاً أن المجتمع السعودي لا
يختلف عن أي مجتمع آخر فهناك الصالح وهناك الطالح، وتساءل: ما الفائدة من
الحديث عن زواج السوريات والسعوديين؟ فهو موجود منذ زمن، ثم قال: حالات
الزواج لا تعد على الأصابع، فلم التهويل؟
[color:0866=#00f]البحث عن الشهوة
من جهته، رأى الكاتب محمد العصيمي أن الزواج من سوريات نازحات ليس بجديد،
فقد حدث أيام حرب البوسنة والشيشان، ما جعل الناس يسخرون ويقولون: لماذا لا
تتزوجون من صوماليات؟ مشيراً إلى أنها عملية انتقائية، والسبب فيها جمال
البنات السوريات.
وأوضح أن من ينتهز الظروف التي تعيشها السوريات النازحات الآن، ويقدم على
الزواج من نازحات ليس به رجولة أو مروءة، ورأى أن هناك فئة عاطلة قد تستغل
انخفاض سعر المهور ويجرون وراء شهواتهم، مؤكداً أن هذا الزواج وإن كان
مكتمل الأركان شرعاً إلا أنه تم في ظروف غير طبيعية، حيث يتم إجبار الفتاة
القاصر على الزواج بطريقة غير مباشرة.
[color:0866=#00f]زواج على الحدود
ووصف الكاتب هذا النوع من الزواج بأنه "زواج على الحدود" فكلا الطرفين لا
يعرفان بعضهما، محذراً من العواقب الوخيمة، مشيراً إلى إحصائية ذكرت أيام
حرب العراق، مفادها أن هذه الزيجات تفرز على الأقل 20 % من الزوجات
المهجورات والأطفال المشردين في الشوارع.
وعن تعدد الزوجات قال العصيمي: لا مانع من التعدد وفقاً للشروط الشرعية
سواء القدرة المادية أو الجسدية، فليس أي رجل يعاني من فراغ يتزوج دون
النظر إلى العواقب، مؤكداً أنه لا خطر على المرأة السعودية من هذا النوع من
الزواج.
واقترح تكوين لجنة من المشايخ لفحص الشخص الذي يرغب في نكاح الفتيات
السوريات للتأكد من قدرته المادية والجسدية وخلوه من الأمراض، وبناء على
رأي اللجنة يتم رفع خطاب توصية للسفارة السعودية في سوريا للموافقة على هذا
الزواج، حتى يتم تقنين عملية الزواج، ولكي تضمن الفتاة السورية أنها ستعيش
حياة كريمة.
[color:0866=#00f]مراعاة الجانب الإنساني
وحول الجانب الشرعي لهذا الزواج أبان الدكتور سعود الفنيسان عميد كلية
الشريعة جامعة الإمام محمد بن سعود سابقاً قائلاً: هذا الزواج جائز شرعاً
إذا توفرت فيه شروط القبول بين الطرفين والمهر، ووجود الولي، لافتاً إلى
أنه إذا كان زواج "بنيّة" الطلاق أو مؤقت فيعتبر "زواج متعة" وهو باطل وفي
حكم الزنا، ورفض أن يكون الزواج من الفتيات والثكالى السوريات رغبة في قضاء
شهوة أو متعة زائلة، وتكون آثاره سلبية على الفتاة المسكينة، فيهجرها
وحيدة في المخيم، ويهدر حقوقها.
وقال الفنيسان: أعتقد أن هذا الزواج زائل لأنه يفتقد دعائم الحياة الزوجية
التي دعا إليها الدين الحنيف من السكينة والمودة والرحمة بين الزوجين،
موضحاً عدم جواز الزواج الفتاة لانخفاض مهرها، إلا إذا كان الرجل عاجزاً عن
دفع المهر الباهظ التكاليف، وينوي الاستمرار في هذا الزواج، ودعا الراغبين
في الزواج من هؤلاء المقهورات إلى مراعاة الجانب الإنساني والإحسان إليهن
بالمال، والتخفيف من معاناتهن النفسية، بشكل أكبر من المتعة الجنسية.
وأكد أن الرجل مأجور على هذا الزواج إذا ابتغى رضا الله تعالى، وستر فتاة
مسلمة، مشدداً على ضرورة توثيق عقد الزواج، ضماناً لحقوق الطرفين، وطالب
الزوج بالعدل بين زوجتيه حتى تستقر الحياة الزوجية.