تمثل الدعوة إلى الله بالحكمة، والموعظة الحسنة نموذجا فريدا، ومظهرا متميزا من مظاهر الدين الإسلامي الذي جعل القدوة الحسنة وسيلة تعامل قبل القول، ورسالة محبة تراها العين قبل أن تسمعها الأذن .
وهو ما حرص عليه السلف الصالح عبر التاريخ مقتديا في ذلك بسيد البشر محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم الذي ترك لنا إرثا كبيرا من المفاهيم،والقيم الأخلاقية الإسلامية الأصلية.
والمتأمل في قوله تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) (النحل:125)
يدرك تماما عظمة ديننا الإسلامي، وحرصه على تكريم الإنسان ومخاطبته بما يقربه ولا ينفره، وما يحببه في تعاليم الدين الإسلامي،وذلك عبر التعامل الأمثل الذي يقود الطرف الآخر إلى اكتشاف حقيقة التعامل بالحسنى، والثمرة التي أخبرالله عز وجل عنها جراء ذلك التعامل والأسلوب الدعوي المبارك .
واليوم، ونحن في عصر التقنية الحديثة ، ووسائل الاتصال ، والإعلام المختلفة نجد لزاما على من شرفهم الله بحمل دينه، والدعوة إليه أن يكونوا مثالا في الصبر ، والحكمة ، والتعامل مع الناس أسوة بتعامل رسول الهدى والرحمة محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام . فلم يكن صلى الله عليه وسلم فظا، ولاغليظا بل كان بالمؤمنين رؤوفا رحيما الأمر الذي جعل من دعوته عليه الصلاة والسلام ميدانا لتسابق الصحابة رضوان الله عليهم في تنفيذ أوامره والتحلي بأخلاقه.
بقلم / حليمة محمد عطيف